السبت، ٥ ديسمبر ٢٠٠٩

الشاي الصيني... تراث وطقوس واستعراض


عبد الله حربكانين-بكين

الاثنين 5-6-2006

الشاي الصيني أنواعه سبعة، هي الأخضر، والأبيض، والأصفر، وأولنغ ( الكونغ فو) والأحمر، والأسود، وشاي الورد المعالج من الياسمين، ويستخرج من أشجار مختلفة للشاي في جنوب البلاد.
يحدد كل نوع بناء على ورقه وعمر شجرته ويضاف له بعض المواد حتى يصل لشكله وتصنيفه الذي يعرف به. كل عمليات تجهيز الشاي يقوم بها المزارعون وبعض المصانع المتخصصة المتعاونة معهم قبل أن يوزع في عبوات جاهزة للاستعمال.

وكل المراحل السابقة لا ترافقها طقوس، كما هو الحال في محلات شرب الشاي وهي مشهورة في بكين، ولا يقصدها إلا المقتدرون ورجال الأعمال، وقد تصل تكلفة الجلسة الواحدة لأي من الأنواع السبعة المشهورة إلى مائتي دولار، كما أن الشاي وأدواته في الصالات مكلفة مقارنة مع الشاي المتداول بين العامة. وتقوم بعملية تقديم الشاي فتيات تم تدريبهن بشكل خاص للقيام بهذا العمل.
تقدم أبرز عروض الشاي في صالة "لأوشيا تي هاوس" المستلهم من اسم كاتب صيني شهير ألف رواية اسمها "تي هاوس" أو صالة الشاي، وهو أشهر المحلات في بكين ويرتاده كبار الساسة والمسؤولين، ونصب عند بابه تمثال للرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش. وعلقت على جدرانه صور من زاروه من زعماء العالم.

تبدأ الطقوس في هذا المحل بشرح بسيط من مقدمة العرض، خلف الأدوات المستعملة ونوعية الشاي الذي طلبه الزبون، ثم يمرر عليه لاستنشاقه قبل سكب الماء المغلي عليه ليتحول إلى شاي يقدم بطريقة استعراضية يشارك فيها الزبون من خلال رشفات ثلاث للفنجان، تسمى الأولى "الشرب" ويحتفظ خلالها الزبون بالشاي لفترة من الوقت في فمه قبل بلعه من أجل منح اللسان فرصة لتذوقه، في حين تكون الرشفتان الثانية والثالثة بصوت عالٍ من أجل إظهار الاحترام لمنتجي الشاي ومقدمته.

وتستطيع مقدمة العرض من خلال الرشف تحديد مدى معرفة الزبون بأصول شرب الشاي، مثلما يعرف بعض الملمين بالتقاليد في هذا المجال قدرات مقدمة العرض.

تصل مرات النقع وليس الغلي إلى عشرة في بعض أنواع الشاي خاصة شاي الأولنغ، يستبدل بعدها بحفنة جديدة تستمر بعدها العملية حتى تنتهي علبة صغيرة من الخزف تقدم في النهاية هدية للزبون. وتقول رو هوا (23 عاما) وهي مقدمة عرض الشاي منذ سنوات في صالة لأوشيا، إن الأجانب غالبا لا يكملون الطقوس على عكس الصينيين الذين يحرصون عليها باعتبارها جزءا من التراث الذي تجب المحافظة عليه في بلد يتحول سريعا، ربما سبب ذلك أنه خالٍ من السكر.

وتضيف "أن توقيت شرب الشاي يعتمد على الفائدة المرجوة من ورائه". فشاي أولنغ مثلا يقلل الشحوم في البطن إذا شرب قبل الأكل ويحفز الشهية، كما أنه يساعد في إنقاص الوزن ويحمي من الأمراض إذا شرب بعده. وعموما فإن شربه -حسب ما تنصح به رو هوا- لا يحبذ قبل الأكل، وهي معلومة غابت عنا عند تناولنا له على مدى ساعة ونصف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق